الجمعة، يناير 14، 2011

في أحضان الطبيعة...


ليس هناك أجمل من حضن الطبيعة

أحيانا يقسو عليك كل من حولك - بعمد أو بدونه ، فينسونك في خضم الحياة كأي شئ غير بشري في حياتهم
وأحيانا تتعاون معهم الظروف ليقضوا جميعهم عليك ، وربما أيضا دون أي عمد !!!
ودون سابق إنذار تجد نفسك قد تحولت إلى كائن وحيد ، تنظر إلى الدنيا من عين واحدة ، وتسمعها بأذن واحدة وتتعامل معها وحدك ووحدك وفقط ....

حينما يحدث لك ذلك ...... فقط اذهب إلى الطبيعة وارتمي بين أحضانها ،، ستجدها دائما في انتظارك ...
لن تتهرب منك ، ولن تنشغل عنك ، وسترحب بك في أي وقت وبأي ظروف ،، ليس عليك سوى أن تجرب ... فقط جرب ....
ستجدها تنظر إليك وتبتسم ، تمد يديها لتصافحك ، وفي كل مرة تقابلها بعيون دامعة وقلب منكسر ستجدها تواسي وتربت على كتفيك
لا مكان للوم عندها ، ولن تؤنبك ولن تعاتبك ، فقط ستحتويك بكل ما أنت فيه ، بكل همك وغمك ومشاكلك ، بكل مساوئك وعيوبك ، ستحتضنك وكأنك قطعة بريئة منها .....

لا يوجد أجمل من نسمات هواء تتراقص بين وريقات الأشجار تداعبها برفق وحنو ، فتجيبها وريقات الشجر برقصات ساحرة تدعوك بها إلى مشاركتك حفلها ...
ثم تصمت الطبيعة فجاة ويقف كل شئ ،وكأنها وقفت لتشاهدك وتنظر في أعماق عينيك وكأنها قد لمحت نظرتك الحزينة التي حاولت إخفائها ، فتسألك أن تبوح !!! فتزيدك حيرة إلى حزنك وتسأل : أتراها تفهمني ، أتراها ستفهمني ؟؟ عجز عن فهمي أصحاب العقول ، أفسيفهمني من لا عقل ولا قلب له ؟؟؟
فترد عليك بنسمة هواء حزينة ، قد فَهِمَت ما قالته عيناك فيها ، فتلفحك بنسمة قوية ، سأفهمك يا فتى ، فقط تكلم ، دع عينيك تتحدث عنك ، فلا أحتاج أكثر من نظرات كي أفهم ، فلست بشرية ولست غبية !!!
وأمام كل ذاك لن تملك إلا أن تحاول ، ربما لأن كرمها عليك قد أخجلك أو ربما أنك ما عدت تجد غيرها لتبوح إليه !!!

وما إن بدأت عيناك تشكو حتى سكنت وريقات الشجر ، وهدأت نسمات الهواء ، انظر !! إنها تنصت !!
فتحكي وتشكو حتى يفرغ كأس همك ...
فتميل عليك بأغصانها وكأنها ترتب على كتفيك بألا تحزن واصبر ، فما هي إلا الحياة الدنيا ، ولكل شئ نهاية ، فلتجعل نهايتك سعيدة ، ولا يشغلك ما بينك وبين تلك النهاية فإنما الأعمال بالخواتيم ، فقط انشغل بخاتمتك ....
أرى أن عيناك ما زالت حزينة ، حسنا ، لا تبتأس ، لم أكمل كلامي بعد ، فلن تستمر الحياة هكذا أطراح دون أفراح ، قطعا سترعاك عناية ربك ، وتحتويك آياته ، فقط انتبه إليها وتأمل لحظات سعادتك كي لا تفلت منك فتنساها كما نسيت غيرها من لحظات فرحك ، افتح لها رصيد في بنك قلبك ، كي تدعمك في لحظات بأسك ....

ولا تنساني عندما تذهب هذه المرة ، ستجدني في كل مكان ، فقط تذكرني لتجدني ، فما أنا إلا بعض نفحات ربك إليك ، وغيري من النفحات كثير ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق