الجمعة، أبريل 01، 2011

صاحب الوردة

يحكي أن .... رجلا سار وحيدا في دربه


وكان يحمل في جعبته .... ورودا - لم تكن كثيرة - ولكن كانت كل ما ملك ، كلما مر على قوم أهدى أحدهم إياها ، ورغم أن ردود أفعالهم قد تفاوتت ولكنهم قد اتفقوا -دون أن يدروا- أن يدسوا أشواك وروده في قلبه -ولو بعد حين ، ومرة من بعد مرة صارت تلك الورود حملا ثقيلا عليه حتى صار يخشى أن يهديها أحدا ، ولكن في ذات الوقت كان يحمل في صدره قلبا حمل من الود ما يكفي قرية بأكملها ،

وكلما هم أن يتوب عن جر الويلات على نفسه من حيث لا يدري ولا يشعر ، قابلته عيون حزينة ، فقال له عقله : هلم بنا يا صاح ولا تلتفت ، كفاك ما كان من القوم ، لم يفهموا يوما ورودك ، فظنوها سكينا تقتلهم به ، فهاجموك وحاصروك ثم منهم أخرجوك فماذا دهاك ؟؟؟
اصمت أيها العقل ، وماذا يساوي ابتسامة أرسمها على شفتي حزين ، ماذا يساوي أن تجبر كسرا أو تداوي جرحا ، قاطعه عقله : يساوي جرحك وكرامتك ، يساوي وقتك وسعادتك ، فهامسه قلبه : يا عقلي أنا لا أتحداك ، قد يحالفك الصواب ، فأنت الصوت المضمون ، بعيدا عن الجنون،، ولكن ما عساي أن أفعل ؟؟ صدقني ليس بملكي أن أرى مكلوم ولا أتألم ، مجروح ولا أتكلم ، وقد كنت مكانه بالأمس أتمنى خيال أحدهم لأفيض إليه بما بي ولم أجد ، وطالما حييت سأحاول أن أكون ذلك الخيال لمن احتاجه - ما استطعت ...

لم يعرف ماذا يفعل ، فهذه وجوه بريئة قد أطلت من جديد ، لم يرد أن يآخذهم بذنب غيرهم ، حدث نفسه قائلا : لا بأس ما زال لدي بعض الزهيرات ، وما قيمتها إن لم يشاركني فيها أحدهم ، اقترب منه ممدا بيده وقال : هذه وردة لك ، وجهك يحمل الخير ، وما أظنك كاذبا ، وللحظات ذاق سعادة العطاء من جديد ، ولهنيهة ظن أنه أخيرا قد أصاب اختيار حامل وردته الجديد ، كم أحب متعة العطاء وكم كره اضطراره منعها عمن حوله ، ربما لم يكن يجيد فن إهداء الزهور ، ربما لم يكن يستطع أن ينظر في عين من يهديه ، ولكن حقا لا أعرف لمَ لم يكلف أحدهم نفسه بالبحث في تلك العيون الحائرة ؟؟ ، وهو إن فعل لكان وجد في عمقها أكثر مما أحب وتمنى ، أكثر مما حتى حلم به ....

ولم يعد يعرف صاحب الوردة من المخطئ ، هل كان ذنبه أن عينيه لم تجيد التبجح في عين ناظرها يوما ما ، أم كان خطأ من انشغل بالوردة عن صاحب الوردة ، حتى صار يعد عيوبها عيبا عيب ، ونسي أنها مهما كانت عيوبها .... تظل وردة !!!

هناك 5 تعليقات:

  1. تعبيراتك جميلة وأشعر أنها صادرة عن موهبة حقيقية في الصياغة الأدبية ، ولست ممن يجيدون المديح وإن كان النص أهل له، لذا لي تعليقان صغيران ..نصيحة وتساؤل

    النصيحة هي أن تبتعدي عن التكلف في الصياغة ، لأن صاحب الموهبة الذي يعبر عما في قلبه إن تكلف لها تراكيب لغوية مثل السجع مثلا جاءت نشازا تفسد على القارئ استرساله مع عذوبة اللفظ ...وكمثال ((صدقني ليس بملكي أن أرى مكلوم ولا أتألم ، مجروح ولا أتكلم ،)) في المقطع الثاني سجع لم يضف جديدا بل أخذني من المعنى إلى اللفظ وهذا خطير أن ينصرف القارئ عن معنى كلامك إلى لفظه

    أما التساؤل عندي هو عن الرسالة المتضمنة في الصورة المرسومة ...حقيقة لم أستطع الخروج برسالة واحدة هل الحديث عن العطاء والبذل أم مهارات العطاء أم عن أدب التلقي؟؟ قرأت لك سابقا وشعرت بنفس الشعور وهو تغليب التصوير على التفكير عند الحديث عن افكار متعددة ...ولعل عدم الفهم لقصور في تذوقي الأدبي أو لجنوحي للناحية النقدية في التذوق..ولكن غالبيتنا نحن القراء من هذا النوع ليست لدينا موهبة الادب وكلنا ندعي الاحتراف في نقده حتى وإن لم نفهم ما يقال

    ردحذف
  2. أولا جزاكم الله على الإضافة والنقد البناء
    ثانيا : بالنسبة للنصيحة فمقبولة ان شاء الله في بعض الموضوعات
    ثالثا : التساؤل ، أجيب بأن الكتابة أنواع ، والأدب أنواع ، وما تقوله من مواضبع تحمل رسائل وتوصيات للقارئ هذا نوع من أنواع الكتابة ، يعبر عنه بمقال بحثي أو علمي أو غيره
    وهناك نوع آخر من الكتابة لا يتعدى توصيف حالة الكاتب وترجمة إحساسه في حروف ، وعادة لا يفهم هذا النوع من الكتابة إلا من عاش مواقف مشابهة للإحساس المتضمن في طيات الموضوع
    وفي اعتقادي أن سر جمال هذا النوع من الكتابة هو .... الغموض ، بحيث يقسم الناس نصفين ، نصف فهم مفاتيح الموضوع فأحسه وتفاعل معه وقدر قيمته جيدا ، ونصف لم يصل إلى ما وراء الستار ، فقيم الستار بأنه يبدو جميل ومنمق ... لا أكثر

    في فن الرسم ، هناك اللوحات المباشرة ( منظر طبيعي منقول أو غيره ) وهناك الفنون السريالية والتي بالكاد يفهمها بعض ذواقة هذا الفن !!
    وكل مقبول ، ولكن الفن السريالي يستمد قيمته من ندرة من يتمكن للوصول لفحواه
    وهكذا الكتابة ، فيها الكتابة البحثية المنظمة ، وفيها الكتابة السريالية والتي لا يبتغى بها شئ ، بل هي ترجمة لشئ
    ولعلك تجد غايتك في الكتابة البحثية في موضوعي : ملتزم ولكن ، وفي الزواج وأهله ، وربما غيرهم ...

    الكلام أكثر من ذلك ولكن نرجو أن يكون المعنى قد وصل

    مرة أخرى جزيتم خيرا وبورك بكم ، ونفع الله بكتاباتكم

    ردحذف
  3. ونصف لم يصل إلى ما وراء الستار ، فقيم الستار بأنه يبدو جميل

    :) :) :)

    ردحذف
  4. محاسب اسلامي11 مايو 2011 في 11:43 ص

    جزاكم الله خيرا علي هذه الكلمات الجميلة التي تعكس حالة مرت بك أختنا الكريمة وفعلا كلمات رائعة مصورةعما يدور بين خاطرك , وفعلا ان من البيان لسحرا , مع دراسة بعض النحو فالصحيح في( انا اري مكلوما) لانها مفعول به منصوب وهي غير مضافة ونكرة واسم لذالك تنون , ولكن عليك اختنا الاتحزني لان الناس يردوا علي جميلك بالنكران لأننا لو انتظرنا من آخرين اداءا لجمائلنا او تقديرا لها فأننا سنبخل علي من حولنا بالورد والاشياء الجميلة التي نتملكها ,وليكن شعار في هذه الدنيا (لانريد منكم جزاءا ولا شكورا )
    محمد كمال
    العمل مدير حسابات

    ردحذف
  5. محاسب إسلامي11 مايو 2011 في 11:45 ص

    جزاكم الله خيرا علي هذه الكلمات الجميلة التي تعكس حالة مرت بك أختنا الكريمة وفعلا كلمات رائعة مصورةعما يدور بين خاطرك , وفعلا ان من البيان لسحرا , مع دراسة بعض النحو فالصحيح في( انا اري مكلوما) لانها مفعول به منصوب وهي غير مضافة ونكرة واسم لذالك تنون , ولكن عليك اختنا الاتحزني لان الناس يردوا علي جميلك بالنكران لأننا لو انتظرنا من الآخرين اداءا لجمائلنا او تقديرا لها فأننا سنبخل علي من حولنا بالورد والاشياء الجميلة التي نتملكها ,وليكن شعار في هذه الدنيا (لانريد منكم جزاءا ولا شكورا )
    محمد كمال
    العمل مدير حسابات

    ردحذف