هل تعرف ما معنى أن تكون إنسانا ؟؟؟
ربما ...أن تأكل ؟ أو تشرب ؟
أن ترى ؟ أم أن تسمع ؟
هذا هو الإنسان في عين الكثيرين ، كل بني ادم يأكل ويشرب ويرى ويسمع ، ولكن ليس كل من يأكل ويشرب ويرى ويسمع بإنسان !!!
حسنا .. الإنسان هو من ....يتكلم ؟ يصافح ؟
يحب ؟ و يمازح ؟
حسنا ، فما الذي يعنيه الإنسان ؟؟
بالطبع ليس أن يأكل ويشرب ويحب ويمازح ، فما عساه أن يفعل أقل من ذلك ، هو يفعل ذلك لأنه ما زال على قيد الحياة لا أكثر ، فلن يستطيع أن يستمر فيها دون أن يسير أموره ، فلن يعيش دون طعام ، وسينقرض إذا لم يتزوج ... فتلك هي >>>>>>
(مُسَيِّرَاتِ الحَيَاةِ)
هذا ما يشترك فيه جميع البشر
ما شأنه أن يبقيك ويبقى ذريتك أحياء مستمرين
ولم يذق كثير من بني آدم أحلى ما في إنسانيتهم ... لا لن أقول (الحب ) كما ظننت
ولكن ............... هي الأخلاق
أعلم أن أول ما جاء بخاطرك هو( الحب) ، ستقول هذا ما يتميز به البشر ، ولكن أتعلم أن الحيوانات أيضا تحب !!! وأن من الحب ما قتل !!هناك حب زرع في قلوبنا لتسيربه الحياة ، من الأم لابنها ، من الرجل للمرأة ومن المرأة للرجل ,,, وهكذا ...
ويدخل هذا النوع من الحب ضمن مسيرات الحياة
فما الذي يمنعه أن يكون مثل حب الدبة التي قتلت صاحبها ؟؟؟
أو من الذي قال أنه يحبك لأجلك لا من أجل نفسه هو ، أو من أجلها هي ؟؟
غالبا يشترك الحب بأنواعه في كلمات الغزل ونظرات الشجن ودموع الشوق ولهيب المشاعر ...
هذا هو النموذج الأعم في الحب الآدمي
ولكن أتعلم متى يكون الحب حبا إنسانيا لا آدميا ؟؟؟
عندما يرقى إلى أن تقوده وتترجمه الأخلاق ،
فالأخلاق هي الضامن الوحيد الذي يجعل هذا الحب يتحول من حبا غريزيا - متجردا من الفضل - إلى حبا إنسانيا - يملؤه الفضل !!!
والأخلاق هي لغة الشعوب
جرب أن تجوب قارات العالم السبع ،من أولها لآخرها ، تعلم ما شئت من اللغات والمهارات ،وادخر أعلى الشهادات ، ولن تلقى القبول بكل هذا أو ذاك ممن حولك كما ستلقاه منهم إن انخفضت لتأتي له بورقة سقطت من أحدهم مرتفعا بها باعثا اليه بابتسامة رقيقة ، أو عندما تقف فجأة فقط لكي تتيح لآخر المرور ، أو عندما تفسح له لكي يجلس أو أو أو.....
فلغة الأخلاق والذوقيات هي اللغة الوحيدة التي اشترك العالم بأسره في فهمها
ولن أحدثك عن أعداد الذين دخلوا في الإسلام فقط من أخلاق المسلمين ... عندما كان للمسلمين أخلاقا !!
- --- ---- ---- ---- ---- --- ---- ---- -
وهذه هي الإنسانية بعينها .....أن ترقى و ترقى ثم ... ترقى لتكون على مستوى انسانية من حولك
أن تعلم أن عباداتك ونجاحاتك لن يضيفوا لشركائك الكثير ، فعبادتك لنفسك ونجاحك لشخصك ، والناس حظهم منك هو ما يخرج عنك ... لا ما يعود إليك
مثل الثلاجة التي تأج بالطعام ، ولكن قدرك عند من حولك ، هو فقط بكمية الطعام الذي تخرجه لهم .. وتتشاركه معهم ...
وأضيف بحذر الجملة الآتية : هو أن ربما تكون أخلاقك عند الله أهم من عباداتك ، فالله يرضى عنا عندما نرضي عباده ، وينظر إلينا بعين رحمته عندما نتراحم بيننا ، ويحبنا عندما ندخل السرور على عبيده ونحبه ونحب من يحبه ...
ويتبادر لذهني الان حديث : لأن يمشي أحدكم في حاجة أخيه خير له من أن يعتكف في مسجدي هذا ) ، وما ينطق عن الهوى
ويحضرني موقف ، عندما سأل الصحابة الرسول صلوات الله وسلامه عليه عن المرأة الصوامة القوامة التي تؤذي جيرانها في مفاضلة بينها وبين المرأة الأخرى التي لا تتميز بعباداتها ولكن معاملاتها مع جيرانها ممتازة ، فقال - مشيرا للثانية - أنها هي الأفضل ( وللأسف لا أتذكر نص الحديث ) ، فسبحان الله دائما عندما تأتي المفاضلة بين الأخلاق والزيادة في العبادات ترجح كافة الأخلاق ،،
والشاهد من كل ذلك ليس أن تقلل عباداتك ،،،،أبدا
ولكن أن تعلم أنه لا قيمة لعبادتك تلك دون أخلاقك
وكم يحزنني أن يؤتى الإسلام من قبل أخلاق حامليه ، أفضل أن يؤتى من أي جانب إلا الأخلاق ، سبحان الله فالدين المعاملة
والأخلاق درجتان ... مجازا
الدرجة الأولى أن تتعامل جيدا ،،، أيا كان الشخص الذي أمامك أو الموقف الذي أنت فيه
والدرجة الأعلى : هي أن تترقى بأخلاقك حسب الشخص والموقف ، مبدئيا بأن تضع نفسك مكانه ( حب لأخيك ما تحب لنفسك ) ،،
وإن كنت من الطامحين في أعلى الجنة ، فعليك بالاجتهاد في مشروع بناء أخلاقك ، بأن تحاول أن تتأمل وتتأنى في المواقف وأن تقرأ في طبائع البشر واختلافاتهم ، وإن كنت زوج فلتعلم أكثر عن طبيعة المرأة واختلافها عنك ، وإن كنت زوجة فلتذاكري تلك الفروقات بينك وبينه ، وان كنت أب أو أم فلتذكرعندما كنت طفلا كيف كنت تحب أن تعامل به من قبل الآخرين ،،وهكذا ...
فاختار ما تحب أن تكون عليه من الدرجتين
ولكن رجاءا لا تقبل بأن تكون أقل من ........ إنسان...