الأحد، مارس 20، 2011

ما أحلى طعم الحرية :)

استفتاء التعديلات الدستورية المصرية 2011

لطالما سمعنا في أحاديث مجاورة عن معان لم نعرف لها طعما ، معان حلقت في سماء الأماني ، تطاولت أعناقنا إليها مرات ومرات عل نفحاتها تداعب خواطرنا وقلوبنا، و في كل مرة تهبط أعيينا في حسرة وألم ، فما طالتها خواطرنا ولا حتى عيوننا .....
ومرت (أيام) تقلبت علينا وقلبتنا ، تمر فينا وإلينا ، و ما بين كر وفر رفعتنا ، رفعتنا إلى تلك المعاني المحلقة في سماء الحرية ، فلمسناها وتلمسناها حتى ضممناها بين أيدينا ،
ما بين أمس تطلعنا فيه إليها إلى يوم نحويها فيه بين يدينا ......

حرية ... حرية ... حرية
وأخيرا ذقنا ما كانوا يتحدثون عنه في أحاديثهم المجاورة ، أهذا هو طعمها ؟؟
نعم ، قد استحق تعب الأيام لا ريب .... :)


بعد سنوات من انتخابات معلومة النتيجة مسبقا بغض النظر عن عدد الناخبين أو هوياتهم أو ديانتهم أو وظيفتهم أو اتجاهاتهم أو أعمارهم أو أو أو ، تظل النتيجة معلومة مسبقا ، فتراجع الناخبون عن عرينهم سويا مرة تلو أخرى، حتى ما عادت قدم أحد تخطو لصندوق اقتراع سوى عميل لنظام أو مجاهد في ملك حاكم ظالم ...
أما الآن ، فقد رفعنا الزمان نتناطح بنظراتنا شعوب العالم الأول ، في طابور تساوى فيه الغني والفقير ، الحارس والوزير ، الشاب والشائب ، قد اجتمع الجميع ينتظرون دورهم في طابور الحرية ليعبروا بأقلامهم إلى ساحات العزة ،
وبغض النظر عما قررته عقولهم - فترجمته أيديهم إلى ( نعم أو لا ) - فقد اتفق الجميع على واجبية التعبير عن رأيهم ।

نعم إنها التجربة الديموقراطية الأولى في تاريخ مصر الحديث وربما القديم أيضا ، ولكنها قد حدت حدوا لا بأس به مطلقا ، لها ما لها وعليها ما عليها ، ولكن الأداء يظل مشرف كتجربة أولى لبلد قرابة 40 % منه أميون ، وثمانون مليون حديثوا عهد بالديموقراطية ، وطبقات كادحة لا تعرف من السياسة سوى ما يخص رغيف العيش ، وفئات أخرى لا يمثل الوطن إليها سوى مرتع لخيولها وأغنامها العابثة ، وباقي شعب نظيف ووطني ومتعلم ولكن ما يملكه من الثقافة مثل ما يملكه الرضيع من اللغة !!!

ولن أتحدث عن تفاصيل مخزية لهذه التجربة فيما يخص التأثير على الناخبين من مؤيدي ( نعم أو لا ) - سواء بعمد أو بدون عمد - لأني على يقين أنها لا تخص التجربة في حد ذاتها ولكنها خدشتها لأنها فقط الأولى من نوعها ، وبإذن الله أنا على يقين أن الأداء سيتحسن إجمالا وتفصيلا في المرات القادمة.

وإلى اللقاء في جولة الحرية القادمة...