الثلاثاء، فبراير 15، 2011

الاثنين، فبراير 14، 2011

ليست مجرد ثورة....


عندما أكتب الآن فأنا  أعلم أن معظم من يقرأ لي- إن لم يكن كلهم ، لم يعش يوما في قلب أحداث ذات قيمة ما ، نعم مضى من عمرنا الكثير ، ولكن ما قيمة أطنان قش دون كمية قمح  تكفي حتى لرغيفا من العيش  ؟؟!!!!
لم يختر أحدنا حياته ولا حتى زمن ولادته ، و لو اخترناها فلا أعتقد أن أحدا كان سيختار هذا العصر في مصر ، هيكل دولة ، خاوية إلا من مظاهر الفساد والاستبداد ، ولم يكن يعلم أحدٌ حتى شهرا مضى أن ثمة أي تغيير من أي نوع من الممكن أن يلوح في الأفق حتى من بعيد ، فقط إحباط مخيم على ملايين من المصريين ، كبت ينسج خيوطه في كهوف سلبيتهم ، خوفهم وضعفهم ، على الأقل كان هذا ما يبدو  !!
أتعلم !! ، يذكرني ما حدث للتو مع الثورة المصرية ، بنسيج العنكبوت الذي ظل ينسجه أعواما وأعواما على كهف دولة كاملة حتى غطى ما في كهفه بإحكام شديد ، تراه فتحسب أنه آخر ما تراه عيناك ، نسيج مصمت فحسب ، والضغط من خلفه لا يرى سوى أثره ، يدفعه تارة من بعدها تارة ، حتى ثارت طلقات مخاضه ، فتمدد ثم تمزق فتهاوى فسقط 

وكما كان صامت الهيئة لرائيه من الخارج ، كان كذلك لحبيسه من الداخل ، ما بين خوف وترقب وحيرة وحذر، تجمد شعب كامل ثلاثة عقود ، وفجأة جاء النصر ليمد يده خلال النسيج فيمزقه ويخلق به مخرجا ، خرج منه أول من رآه ووعى له ، ربما لأنه كان في الصفوف الأولى أو ربما رآه لأنه اعتاد أن ينظر أمامه لا تحته ،،، وتلكأ الباقون هنيهة ، فمنهم من ارتدى نظاراته الشمسية ليلا – فربما خدع بالقمر ، ومنهم من دفن رأسه في الرمال ، ومنهم من أقلقت الثورة منامه فلعنها ، وآخرون استقبلوها بظهورهم !!! ، وكما أن الأقدار قد دقت ناقوس الثورة ، لم تشأ إلا أن تكملها ، وترعاها عناية خالقها ، فكلما تعرقلت الثورة (في خطاب خاطب عاطفة البعض ، أو ملل دب في نفوس أصحاب الضحالة السياسية ، أو تسريح ذئاب مسلحة على نبلاء عزل ) زاد عدد من يأخذ بيدها ، حتى رأينا الشعب كله ممسكا بيديها  ، مثبتا لها ، داعما لاستمرارها !!! إلا شتات من هنا وهناك ، لم يخرج عن أناس لم يذوقوا كبد العيش ولم يطالهم الظلم -غفلة منه ليس إلا ، وباقين طالما بنوا ثرواتهم على غفلات وويلات هذا الشعب !!!
وبعد عناء حمل استمر لأعوام ، وجهد مخاض استمر لثمانية عشر يوما ، ولدت الحرية ، لتفتح عيناها على ثمانين مليون أم و أب ، وابتهج الجميع بمولودتهم ، كم تاقوا إليها ، شعب كامل خرج بإحساس واحد في نفس الوقت ، يا لها من فرحة فاجئتنا بعد طول غياب ...

ما يدهشك هو خروج كل تلك القوة بعد كل هذا الضعف  ، تقف لتسأل نفسك أين وكيف ومتى ؟؟ تتخبط الإجابات في خاطرك ، ولا تصل لإجابة ثابتة – على الأقل الآن ، هل هو – وببساطة – سحر الفيس بوك ؟؟ أم الهام تونسي ؟؟ أم كبت متراكم ؟؟ الثلاثة سويا ، حسنا وماذا لو حدثت الثورة التونسية قبل عام أو اثنان من الآن ، هل ستصير نفس الأحداث ؟؟ هل كانت الثورة ستنجح إن حدث كل ذلك دون اختراع فيس بوك ؟؟    بل هي التركيبة الكيميائية التي إن لم تضف عناصرها بترتيب معين في وقت معين فلن يخرج الناتج المرغوب فيه أو ربما سيخرج ناتج أكثر ضررا ، هو التدبير الرباني ، لو أنفقنا ما في الأرض جميعا ما وزناها هكذا 
 سلمك الله يا مصر دائما
 

 
 - حدثنا زهير بن حرب حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا حيوة قال : أخبرني أبو هانئ حميد بن هانئ الخولاني أنه سمع أبا عبد الرحمن الحبلي وهو عبد الله بن يزيد و عمرو بن حريث وغيرهما يقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إنكم ستقدمون على قوم جعد رؤوسهم فاستوصوا بهم خيرا فإنهم قوة لكم وبلاغ إلى عدوكم بإذن الله ـ يعني قبط مصر ـ

وحديث آخر أخرجه الطبراني وصححه الألباني.
الله الله في قبط مصر فأنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عدة وأعوانا في سبيل الله
ن عمرو بن العاص قال: حدثني عمر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر بعدي، فاتخذوا فيها جنداً كثيفاً، فذلك الجند خير أجناد الأرض" قال أبو بكر: ولم ذاك يا رسول الله؟ قال: " إنهم في رباط إلى يوم القيامة" .

ومما ورد في فضل مصر ما أخرجه مسلم في صحيحه عن أبي ذر مرفوعاً: "إنكم ستفتحون أرضاً يذكر فيها القيراط، فاستوصوا بأهلها خيراً، فإن لهم ذمة ورحماً" قال الزهري: الرحم باعتبار هاجر، والذمة باعتبار إبراهيم عليه الصلاة والسلام، والذمة هنا بمعنى: الحرمة والحق
.

اقرءوا معي هذه الأحاديث ، فرق كبير من أن نستمع إليها و أن نستشعرها مع كل شهيق وزفير ، فرق كبير بين أن نشاهد فيلما و أن نكون نحن أبطاله الحقيقيون
ألستم معي في أن هذه الأحاديث تضاف إلى الإعجاز في القران والسنة ، فكما ثبت أن الأرض كروية وأن الشمس مضيئة والقمر منير ووو ، نضف إليها أيضا أنه ثبت أن جند مصر هم خير أجناد الأرض ، نعم أذكر أكتوبر ولكني أعيش 25 يناير ، وشتان بين ( أذكر ) و ( أعيش )

أسمعتم كلمة ( في رباط إلى يوم القيامة  ) ، أرءيتم كيف تصف حالنا ، من منا لم ير ذلك الرباط بيننا طوال أيام الثورة ، من منا لم ينزل فرد من أسرته ليحرس بيته مع باقي أفراد العمارة والشارع والحي بأدوات المطبخ المتاحة ، من منا لم ير أخوتنا وجيراننا من خيرة الشباب والرجال يقفون بين سيارات الشوارع ينظموها ربما أفضل من عسكري المرور نفسه دون أي خبرة ومنهم المهندس والطبيب ووو ، ومن منا لم يشعر باحترام السائقين ملاكي وأجرة وغيرهم ، ونفس هؤلاء السائقين قبلها بيومين فقط كان الأصل عندهم تحين الفرص لكسر أي إشارة ، من منا لم ير أفراد الحي يزيلون بأنفسهم القمامة ، هل رأيتم قبل ذلك شعب يثور ثم ينظف الشوارع بعدها ( هكذا قال رئيس أول دولة في العالم ) قبلما يضيف ويقول : يجب أن نربي أبنائنا ليصبحوا مثل شباب مصر
أسمعتم كلمة ( خير أجناد الأرض ) ؟ ، أرءيتم شهداء ثورتنا ، على عكس ما توقع لم يكونوا من الطبقات الكادحة أو المعدومين ، بل إن كثير منهم كان من الطبقات الراقية !! التضحية لم تكن يوما اضطرارا ، فهي لم تسمى تضحية إلا عندما كانت أحد اختيارات متاحة إما أن تضحي أو تستمر كما أنت ولا ضير ، كمثل العفو لا يسمى عفوا إلا عند المقدرة ، في الوقت الذي تردد فيه البعض ورفض البعض الآخر المشاركة كانوا هم يقدموا أرواحهم بدلا عنا ، لم ينتظروا قرارنا بالنزول من عدمه ، قد حسموا – كملايين غيرهم – موقفهم ، فرجع الملايين بيوتهم إلا أربعمائة لم يعودوا ولن يعودوا ، آهٍ كم أوجعتم قلوبنا عليكم ولكن عزائنا أنكم أفضل منا في كل شئ ، سطرتم بدمائكم حروف كتب التاريخ الجديدة بعدما سئمت صفحاته حكاياته المتكررة ، أضفتم فصلا جديدا في تاريخ الحرية ، لا ليس في مصر فقط ، ولكن في سماء العالم بأسره 



زوايا كثيرة لم تكتمل بعد ليس فقط لأننا داخل الحدث الآن ( وعادة من داخل الحدث لا يراه بنفس شمولية من يراه من أعلى أو من بعيد )، ولكن أيضا لأنا صرنا نترقب الأحداث يوما بيوم ، اعتدنا التطورات السريعة غير المتوقعة ، لم يعد أحد يستطيع أن يراهن على شئ ، وبرغم ذلك يملأننا اطمئنان عميق ، لم نعد نخاف شيئا لأننا  أدركنا أن الآن الله هو من يغير ما بنا لأننا غيرنا ما بأنفسنا ، عهد جديد أطل علينا بوجه مشرق لا نريد أن نكون سببا في عبسه مرة ثانية ، وكعادتنا هذه الأيام صرنا نتصرف بشكل تلقائي موحد ، اجتمعنا قلبا وقالبا على إيقاف الفساد في أنفسنا كما بترناه في غيرنا ...

وللحديث بقية

الجمعة، فبراير 11، 2011

وانتصر الشعب برغم كل شئ
((ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض))
الحمد لله رب العالمين

ولنا عودة ......

الأربعاء، فبراير 02، 2011

الكبت يولد الانفجار



ثلاثون عاما من الكبت ، بذل بلا رد ، ذل بلا حد.................... ما عاد ينفع الصمت
سنوات من هدوء ساد قبل العاصفة ، عاصفة لم يلق أحدا لها بالا ففاجئت الجميع بل فوجئت هي أيضا بنفسها
فيا لهذا الشعب !!
أهي الجينات المصرية??
أم صدق النبوءة النبوية??
بأن نحن خير أجناد الأرض !!
يا لهذا الشعب !!


مرحبا بعودتك أيها النمر ، حقا .. ننتظرك منذ زمن ؟   ظُلمت فصبرت  فثرت فظفرت يا بطل ...
أين كنت أيها الشعب ؟؟ بربك ، لقد كدت أن تخيب الآمال ، وفي اللحظة الأخيرة ........ قلبت المقاييس
قد حبكت للنائم دورا 
فرسم الطامعون عليك أحلامهم ، ونصبوا عليك آمالهم ، وقسموا منك ميراثهم 
فهببت فيهم بأن لم أمت بعد ، ما زال رمق الحياة يسكنني ، ما زالت كرامتي تحركني 
ما كنت لتكبتني ، فمن أنت لتحرقني ؟؟

يا لهذا الشعب !!
لما انتفض ... نثرت قصاصات الغزل
 لما انتفض ... طويت وريقات الفشل
... زرعت  لقاحات الأمل ....


شعب عندما ثار ، ثار بقلب واحد ، سار بقدم ثابت ، صاح بحلم واعد ، تضفرت خيوط حماسته من كل عرق بدولته لتخيط ثوب كرامته
من كل ركن وجحر وحدب وركب ، من شمال وشرق ، جنوب وغرب ، خرج الجميع على نفس الدرب ، خرجوا يهتفون بنفس القلب ، فيا لهذا الشعب ..!!


لحظات تفصل بين شعب ومصيره ، بين تقلصات الهوية والدموع الخفية ، يترقبون الحرية ...
لحظات حاسمة لا يعلم أحد سوى الله ما ستئول إليه ، ولكن ، لن يخيب الله ظننا وسيسدد خطواتنا ، فما ضاع حق ورائه مطالب ، وقد طالبنا – أخيرا- كما كان ينبغي أن نفعل منذ زمن ، فليغفر لنا الله تأخرنا وليجزل لنا جميل عطائه ، ولنتوج جهودنا بالاستعانة بالله ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ) ...