الجمعة، ديسمبر 31، 2010

ملتزم ولكن ...



ملتزم ولكن...



لطالما تسائلت كيف يقع ملتزم في خطأ –أي خطأ- كيف ذاك وهو العابد الطائع لربه وهو الواعظ الناصح وهو وهو ...... !!!
وقفت كثيرا امام اخطاء الملتزمين اتأملها بعين فاحصة واربط بينها حتى وجدت مربط الفرس، شيئان غالبا ما يكونا متلازمان ،،لا يقع اي ملتزم في خطأ او معصية الا وتلمحهما
بين طيات هذه الملمة.
أراك تتسائل ماهما ؟؟!!

اذا ماذا حدث ؟؟؟
يحركنا جميعا كبشر ثلاثة أشياء ؛ العقل والهوى والشهوات وإذا ضربنا مثال لانسان ملتزم فاننا نجد انه قد سلم عقله للاسلام وتعاليمه ,, وبهذا صُنف ملتزما ، ولكنه يشترك مع باقي البشر في هواه وشهواته فيحب مايحبون ويكره مايكرهون، ويقوّمُ ذلك دينه من خلال عقله.
ماحدث هو صراع او فلنقل نقاش بين عقله وقلبه؛؛ بين الاسد والثعلب ،، عقله يأبى وهواه يريد ,,اذا فما السبيل !!
بما ان العقل هو القائد -في حالتنا هذه- اذا فلا سبيل للهوى الا باقناع القائد وبالفعل هذا مافعله الهوى ظل يبرر ويبرر للعقل ويسرد امامه مصطلحات وجمل قوية براقة يضعف العقل أمامها، كخدمة الاسلام وجند الرحمن الى آخره .
والعقل يسمع ويتخدر يسمع ويتخدر يحاول أن يقاوم ولكن للكلام سحره، والهوى يعرف من يخاطب وكيف يصل الى العقل ويقنعه حتى وقع العقل في فخ الهوى وصدق كلامه بل وسعى لتنفيذه وقاد منظومة الجسم بأكملها بحواسها وامكاناتها وطاقاتها وسخرها لخدمة الهوى وهكذا سيطر عليه وكل ذلك لن يتم في خطوة واحدة ولكن على خطوات الا وهي خطوات الشيطان كما سماها ربنا جل وعلى:
( يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان )
وكل خطوة من هذه الخطوات يجد لها الهوى الكثير من التبريرات
فنجد هنا انه قد حدث تحالف بين الهوى والشيطان يقودهذا الملتزم للهلاك ان استمر في هذا الطريق
نخلص من ذلك ان الشيئان اللذان ذكرتهما آنفا هما:
1- التبرير.
2- خطوات الشيطان .

حسنا بعد عرض مانسميها مجازا بمشكلة نحاول ان نتعرض للحل.
..



دعنا نتفق مبدئيا أن الانسان سوي الفطرة ، ومن المؤكد أن من يبرر لنفسه قد اكتسب هذه العادة (وهي التبرير) دون أن يشعر تدريجيا وذلك ليريح ضميره ويخدره ولكن مشكلة هذا الشخص انه لا يشعر أن عنده مشكلة أساسا وبالتالي لن يسعى لحلها فالمريض لن يذهب للطبيب الا اذا أدرك أنه مريض وخاصة إذا كان مرض نفسي (غير ملموس)، فمربط الفرس الآن في معرفة هذا الشخص بمرضه أو مشكلته.
كيف ذلك؟؟!
هذا الشخص بالطبع لن تسير حياته بشكل يرضيه ، صحيح أنه لا يدرك حاليا ماهو السبب في ذلك ولكنه متأكد من وجود خطأ ما في حياته.
ومن خلال بحثه الجاد سيدرك موضع خطأه او مكان الخلل ولعل ما يسرع من معرفة ذلك الموضع أن يستعين بأحد ما يحكم عليه من بعيد لكي تكون نظرته شمولية،، ثم يعالج الخلل أيا كان.
لا أريد أن أفصل في ذلك الأمر كي لا أطيل عليكم .
ولكن ماأردت أن أقول ان هو ممكن جدا يعالج نفسه بنفسه كما سنرى


الحل في هذه المشكلة كغيرها يكمن ايضا في شيئين (اياك نعبد، واياك نستعين) ؛ (الاخذ بالاسباب ،والاستعانة بالله) ؛؛ قاعدة نصدر عنها وندعو اليها .

بالنسبة للاخذ بالاسباب فنلخصه في الاتي:

أولا : عندما تشعر بالخطر والخوف على نفسك من الوقوع في الخطأ تخيل ان نفس هذا الموقف بحذافيره يروى عليك على سبيل الاستشارة فما سيكون ردك وطبعا حاول ان تفصل تماما بينه وبينك- على الرغم انكما كيان واحد.
الذي سيحدث وقتها انك ستنظر للموضوع من بعيد وبالتالي ستراه من معظم زواياه ان لم يكن جميعها وبالتالي سيكون حكمك عليه موفقا ان شاء الله ولو نسبيا.

ثانيا : ان تتحدث مع نفسك بصوت عال –طبعا في غرفة مقفولة بعيدة عن الناس لكي لا تنعت بصفة لا تحبها:) – ولا تدع الافكار والمعاني والخواطر تجول بداخلك فتتوه وتتخبط وتنسى أساسا ما كنت تريد.
هذه الطريقة ستجعلك أكثر تنظيما ودقة وستساعدك على الحكم الموفق هذا ،، وان لم تستطع التحدث فاكتب ماكنت ستتحدث به ،،اختر ايهما افضل ،، وإن كنت أفضل شخصيا التحدث مع كتابة بعض النقاط الموجزة التي تلخص الموضوع كله .

ثالثا : حدد أولوياتك جيدا ولا تنتقل من اولوية الى أخرى الا بعد انجاز الاولى . ويساعدك على ذلك الحزم في أمورك . مثال : فلانة الان المفروض تذاكر وامتحاتها بعد يومين مثلا ، طيب تساعد ماما بسرعة ، مايصحش تسيبها تعبانة كدة ( في حين ان الاصل هو انها لا تساعدها), و بقالها كتير ماقريتش قران لازم تكمل حزب على الاقل ( في حين ان في الطبيعي وفي وقت الاجازة ممكن ماتقراش اساسا ).......
الحل اسأل نفسك وبحزم ما هي الاولوية الاولى الان : المذاكرة، اذا فسأذاكر مهما حدث , وقت الاستراحة تسأل نفسك ماهي الاولية الثانية : ان اساعد امي اذا فسأساعدها بانجاز وبلا تراخي . انتهى وقت الاستراحة اذا فسأذاكرو بلا نقاش ،وهكذا ........
الخلاصة استحضار الاولويات في ذهنك والحزم في تنفيذها.

رابعا : انه من الافضل ان كان موضوع هام او تفتحه مع نفسك ثلاث مرات وفي كل مرة تحاول ان تحاور نفسك كأنك لم تحاورها من قبل وان يكون على فترات الى حد ما متباينة يعني مثلا مش كلهم في يوم واحد.


خامسا :إان تطلب الامر استشارة الثقات فافعل ولا تتردد . ولكن احرص على أن تسمع بعقلك وقلبك لا بأذنك ،، فأحيانا يذهب بعضنا ليستشير ليأخذ مايريده من كلام المستشار أو يفهمه كما يريد ولا يأخذ العبرة المقصودة من الكلام .......

سادسا : ان أخطأت وأوجعك ضميرك فلا تهرب من ذلك الألم بل قل أنا فعلا أخطأت ولكن سأتوب وأستغفر ولن أعود ثانية ،، فوخزة الضمير التي تهرب منها هي التي تولد عندك ألم الندم الذي هو أحد شروط التوبة والرجوع الى التزامك وقربك من الله .

سابعا : اوصي احدا من اصدقائك المقربين أن ينبهك حين تقع في خطأ ما أو توشك عليه أو عندما تبدأ في سرد تبريراتك وقت نصحه لك.

ثامنا: ثق في نفسك كثيرا واعلم انك تستطيع اجتياز أي شئ مهما كان ، لا يوجد شئ يسمى استسلام في قاموس الملتزم بل حاول مرة واثنان وثلاثة حتى تصل إلى ماتريد، أقل ما في الأمر أن هذه المحاولات سوف تشهد لك عند الله .

اما الاستعانة بالله فأظنكم ستكتبون فيها أفضل مني
فمن لنا غير الله تعالى ، من لنا غير خالقنا ، يعلم بنا أكثر من علمنا بأنفسنا ، الأمر بيديه (إنما أمره ان يقول كن فيكون) ولكن فلنره من أنفسنا خيرا و نأخذ بالاسباب قدر المستطاع لنستحق كرمه وجوده علينا، كي يمن علينا بالنجاة من وحل المعاصي.
والله المستعان .. .. ..


ملحوظة صغيرة : هذا الموضوع كتبته منذ أكثر من أربع سنوات ، وعندما أعدت وضعه في المدونة لم أشأ أن أغير فيه شيئا ، بل أحببت أن يظل كما عليه لينقل أفكاري وكيف كنت أكتب منذ أربع سنوات :)

عروس تركيا ، تغير المقاييس


فرض علينا المجتمع الحديث نظرة محددة للحجاب ظاهرية أكثر منها دينية

مفهوم عندنا جميعا أن العادات والتقاليد تتغير وتتبدل باختلاف الأزمنة والأمكنة والظروف ولا حرج في ذلك أبدا
ولكن الحرج كل الحرج في أن نفهم -بالخطأ- أن الدين يمكن أن يعامل معاملة هذه العادات والتقاليد
الدين لا يتجزأ لا في الشرق ولا في الغرب لا في البدو ولا في الحضر
لا في الماضي ولا في المستقبل

فإذا عومل الحجاب -مثلا- كعادة أو تقليد ، فسيتغير ويتبدل بل وينزع بتغير الظروف
فالفتاة محجبة في مدينتها(عشان معظم البنات محجبة) لكن أتحجب في المصيف ليه بقى؟؟؟ فقد ذهب السبب الذي كنت أتورع من أجله
أنا من عامة الشعب أتحجب وماتحجبش ليه؟ لكن كوني ابنة رئيس أو وزير أو حتى محافظ يبقى طبعا طبعا طبعا يعني ماتحجبش
طبيعي يعني لاني بقيت مشهورة
وكأنه أصبح مبدأ وقاعدة مسلم بها أن الحجاب يخص فئة معينة من الناس أو حتى يخص الكل إلا فئة معينة!!!!

أعرف أن المشكلة ليست عند من يقرأ هذا الكلام في المعرفة ، ولكن المشكلة في تصديق امكانية التطبيق واختبار واقعية هذا الكلام في زمن غير واضح المعالم

ولكن ابنة الرئيس التركي جزاها الله عنا خير كسرت عندنا هذه العقبة،وقالت لنا : اه ممكن فعل ذلك بارتدائها الحجاب-الذي أقرب مايكون للحجاب الشرعي- يوم زفافها

فهي ابنة رئيس لدولة تركيا ولا يخفى علينا ما هي تركيا؟؟
وهذه هي ليلة العمر التي لن تتكرر مرة ثانية ،
وهذه هي الصورة التي ستتحدث عن هذه الليلة طيلة عمرها وأعمار أبنائها وأحفادها
بل وهي الصورة التي سيتحدث عنها العالم
،
أتساءل ماذا كنت سأفعل لو كنت مكانها؟؟
فلا يغرننا إيماننا في الأمن ، فلا يختبر صدق الإيمان إلا وقت الشدة والفتنة
وكيف كنت سأفكر؟؟
وماهي أولوياتي ،الله ثم زوجي ثم أنا ثم الناس ، أم الناس ثم أنا ثم زوجي ثم الله ، أم ....الخ
وهل كنت سأتحلى بالشجاعة الكافية لفعل الصواب مهما كان؟؟
أم اعتدنا أن نفعل الصواب ونقول الحق إن أمنا العواقب فقط!!!!!!!ء



<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< والتعليق الثاني أنها في إحدى الصور تقبل يد أبيها ، لم يمنعها هيبة الموقف من ذلك ، ولم تحرجها عدسات الكاميرات أن تفعل أقل شئ تجاه أبيها ذلك اليوم لا أعرف كيف تربت ولا أعلم شخصيتها ،، ولكن أحيي فيها شجاعتها في الحق فكم منا من لم يذق طعم تقبيل يد أبويه ، لغفلة أصابته ، أو كبر دخل قلبه ، أو حتى لأنهما في نظره لا يستحقان!!! أصلح الله حالنا جميعا <<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<<< التعليق الثالث هذه هي نفس الدولة التي قدم لنا أفراد منها مسلسل (نور ومهند) وسنوات الضياع، المسلسلان المدبلجان اللذان أثارا ضجة إعلامية واسعة ، والأهم أنه أثر تأثير مبالغ فيه عند بعض الشباب وكثيييييير من البنات حقيقة لم أشاهده كي أعرف ماسبب ذلك التأثير الرهيب !!! ولكن أيا كان فأقول -كما دائما يقال- نحن لا نأخذ عن الغرب إلا سقطاتهم وزلاتهم وهذه المرة ليست مجرد دولة اوروبية بل أيضا دولة إسلامية ، وحتى بالرغم من ذلك أصررنا على أن ننتظر مخلفاتهم بلهفة وشوق غريبين!!!!ء